شروط المترجم الناجح
تحتاج الترجمة إلى مهارة مدربة,ومعلومات متجددة فى اللغة وغيرها,كما تتطلب خيالا واسعا وذكاء متقدا,ثم تستلزم فوق ذلك الإحساس والذوق العام,ولا يخفى على أحد أن عملية الترجمة ليست بالأمر الهين وتتضح مدى الصعوبة بوجة خاص عن الترجمة من اللغة الأم إلى لغة أجنبية أخرى ,وبصورة أخص إذا كانت اللغتان تنتميان إلى عائلتين لغويتين مختلفتين كما فى العربية والألمانية ,فالعربية لغة سامية والألمانية لغة هندوجرمانية ,وتعتمد عملية الترجمة أساسا على معرفة مفردات وأساليب وتراكيب اللغة المترجم منها والمترجم إليها وتحتاج تلك العملية إلى تدريب مستمر وتمرين متواصل وصبر مرجميل ويشترط فى المترجم بصورة عامة عدة شروط من أهمها:
- إجادة اللغة المنقول منها وإليها:
إن دور اللغة فى عملية الترجمة هو نفس الدور الذى تلعبة على الدوام فى حياة المجتمع باعتبارها أهم واسطة للإتصال البشرى ولذلك يجب أن يعرف المترجم لغة الأصل واللغة المترجم إليها معرفة عميقة وهذة المعرفة يجب أن تشمل كل النواحى اللغوية من نحو وصرف وعلوم البلاغة فيجب على المترجم فهم النص بلغتة الأم فهما جيدا كى يستطيع أن يوصلة باللغة المراد الترجمة إليها.
- معرفة الموضوع المنقول :
يجب أن يكون المترجم ملما بالموضوع الذى يترجمة إلماما تاما,والمترجم الماهر هو من يملك من المعرفة اللغوية ومن معرفة الموضوع المنقول مايهون علية أمر النقل ببيان واضح وأمين ولذلك فإن الترجمة الفنية التى تتناول العلوم والمعارف على اتساع ميادينها تستطعصى إلا على القلة المتخصصة,فعلى مترجم المؤلفات العلمية التقنية أن يفهم الموضوع المراد ترجمتة و أن يعرف مصطلحاتة و ألفاظة العلمية بلغتها الأصلية وعلى من ينقل المواضيع الصحفية والأدبية والإجتماعية أن يكون ملما بالأحداث العالمية المعاصرة وأن يعرف البناء السياسى للبلدان المختلفة واقتصادها وجغرافيتها ولا بد للمترجم من دراسة أداب الشعوب الأخرى وتاريخها وتقافتها ولا سيما ذلك الشعب الذى يترجم من لغتة,فيعرف الحياة اليومية لهذا الشعب و أخلاقة وسماتة وعاداتة .
ويوصى أن يقوم المترجم بالإطلاع على بعض الدراسات عن المؤلف الأصلى وخصائص أسلوبة والخلفية التاريخية والثقافية لأعمالة حيث يساعدة ذلك على الإقتراب أكثر من النص وتفسيرة وإدراك وجهة نظر المؤلف ومن ثم الإبتعاد عن الحرفية .
- البيان :
تتطلب ترجمة النص الأصلى أن يكون المترجم صاحب بيان كى يصوغة صياغة واضحة المعنى سهلة اللفظ وبهذا يسلم تركيب النص المترجم من غموض الكلام ومن وضعة فى غير موضعة ويخلوا كلامة من التراكيب الغريبة وتنافر الألفاظ وضعف التأليف والتعقيد ,كما يستطيع المترجم صاحب البيان أن يحلل النص الأصلى وأن يصوغة من جديد فى اللغة مع المحافظة على المعنى ومراعاة تحويلات الترجمة من تبادل واستبدال وإضافة وحذف.
- الثقافة العامة :
الثقافة هى ذلك التراث البشرى من المعارف الإنسانية والمعلومات التفنية اللذين إكتسبهما الإنسان فى جميع مناحى حياتة منذ نشأتة على ظهر الأرض ,ويحتاج المترجم إلى ثقافة عامة فى طائفة العلوم والفنون كى يحسن الترجمة التى تخصص فيها ,فمن يترجم كتابا عن قضية فلسطين مثلا فهو لابد مشتغل بموضوعات بعضها تاريخى وبعضها دينى وبعضها سلالى عرقى وبعضها قانونى و بعضها إقتصادى وبعضها من صميم الفقة الدولى وبعضها جغرافة وإحصائى وبعضها متصل بأمور الأمم المتحدة ولا تستقيم ترجمة مثل هذا الكتاب الإ إذا كان ناقلة على دراية بأطراف وافية من هذة العلوم جميعا.
وفى هذا الصدد نشير إلى أن على المترجم عند نقل نص من بيئتة إلى بيئة أخرى مختلفة حضاريا وثقافيا أن يتعايش مع نفس الفترة الزمنية والبيئة المكانية التى أنتج فيها النص وذلك ليتسنى لة إستيعاب الدلالة الكاملة للألفاظ وإدراك الأفكار والمعتقدات السائدة فى تلك الأونة ثم يشرع المترجم بعد ذلك فى مواجهة مشكلة كيفية إخراج نفس العمل الإبداعى فى إطار ثقافة عصرة وبيئتة والمعايير اللغوية والبلاغية السائدة فية.
منقول من كتاب الترجمة بين النظرية والتطبيق لكاتبة أ.د محمد أحمد منصور رحمة اللة علية – رئيس قسم اللغة الألمانية فى كلية اللغات والترجمة – جامعة الأزهر سابقا.
يمكنك التعرف أيضا على أهم مواقع العمل الحر على الإنترنت كمترجم لغة ألمانية إن كنت مهتم بمجال الترجمة ولم توفق فى العمل أو التدرب فى مركز أومكتب ترجمة فى بلدك.