كيف يسكن الألمان؟
على الرغم من إحتلال ألمانيا المركز التاسع عشر فى قائمة الدول الأغنى عالميا والسادس أوروبيا من ناحية نصيب الفرد السنوى من إجمالى الدخل القومى , إذ يصل دخل الفرد إلى 48189 دولار سنويا حسب تقرير لمجلة “بيزنس إنسايدر” الأمريكية , إلا أن نسبة مالكى البيوت من السكان قليلة بالمقارنة مع إيطاليا وبعض الدول الأوروبية الأخرى الغنية أيضا , فخلال السنوات العشر الأخيرة تمكن فقط واحد من بين كل ثلاثة أشخاص من إمتلاك شقة أو بيت وساعد فى ذلك إيضا أن شروط الإقتراض لبناء منزل أو شقة فى بيت صعبة حتى بعد خفض الفائدة لمثل هذة القروض لتشجيع أصحاب العمل الحر والعاملين فى المصانع المتوسطة والصغيرة على البناء وأمتلاك منزل ,حيث إن معضمهم يعمل بعقود عمل محددة( kurzfristig )أو تجدد سنويا وليس ما يضمن أن يستمر فى دفع أقساط القرض فقد لا يستطيع الدفع إذا ترك عملة لأى سبب من الأسباب ويعرض منزلة للبيع فى مزاد عن طريق البنك الذى سوف يصادرة إن لم يدفع,ولذلك فأن معظم الألمان يعيشون فى شقق مؤجرة فنسبة 54 فى المائة من الألمان يسكنون بالأجرة كما ذكرنا سلفا.
لقد بلغ عدد الشقق السكنية في ألمانيا حتى عام 2015 نحو 42 مليون وحدة، وعدد المباني السكنية قرابة 80 ألفًا. لكن عدد المستأجرين أو الباحثين عن مسكن تعدى 40 مليون شخص، يضاف إليهم أكثر من 675 ألف لاجئ أتوا منذ عام 2011 وحتى اليوم إلى ألمانيا، وهم بحاجة إلى مساكن أيضًا عندما تقبل طلبات لجوئهم.
متوسط إيجارات الشقق فى ألمانيا
واليوم فإن إيجار شقة مساحتها 50 مترا مربعا قفز من 500 يورو (نحو 530 دولارًا) إلى 1000 يورو (1060 دولارًا) شهريا، وتوجد أحياء في برلين لا يمكن لموظف أو عامل عادي حتى التفكير في السكن فيها، مثل الحي الحكومي أو وسط برلين الذي يعرف باسم «Berlin Mitte». والأمر ليس أفضل في مدن مثل دوسلدورف أو إسن أو كولونيا أو بون، فشقة لا تتعدى 40 مترا مربعا لا يقل بدل إيجارها عن 500 يورو شهريا، يضاف إليها الكهرباء ومصاريف جانبية أخرى,وقد أعلن اتحاد المؤجرين الألماني بقرب إدراج قانون يحدد سقف الإيجار بهدف الحيلولة دون رفع الإيجار دون قيد أو مبرر,وقد كانت حكومة ولاية بافاريا الألمانية أول من اتخذ مثل هذه الإجراءات لمدينة ميونخ، الواقعة في هذه الولاية، وعدد من المناطق الأخرى.
إستقبال الألمان للضيوف فى البيت
من يزور الألمان في بيوتهم سوف يتم استقباله أولا على الباب إذا كان مسموح للضيف الدخول من غير أن يخلع الحذاء أو سيخلعة إذا كانت رغبة صاحب الشقة ثم يتم اصطحاب الضيف إلى غرفة الجلوس، حيث يجلس على الكنبة (das Sofa) ويغرق مباشرة بين أحضان الرفاهية الألمانية. اللمسات الخاصة الفنية تتمثل فى الديكور المنزلى من خلال الصور واللوحات والنباتات والتزيينات، التي غالبا ما تعكس شخصية سكان البيت. ورق الجدران السادة لم يعد شائعا اليوم، حيث تتنوع الألوان المعبرة التي تجسد شجاعة وجرأة الخروج على المألوف.
حب الألمان للكنبة(die Sofa)
يشير أحد الاستطلاعات إلى أن الكنبة “الزوفا” هي قطعة المفروشات المحببة لدى الألمان. على الكنبة في غرفة الجلوس يمضي الألماني العادي في المتوسط ثلاث ساعات يومياً. أيضا التلفزيون الملون الحديث LCD يشكل مع الكنبة والطاولة الصغيرة محور غرفة الجلوس. في المقابل تختفي تدريجيا مكتبات ودواليب الحائط الضخمة من غرف الجلوس الألمانية. حيث تغدو بلا جدوى، بسبب الاستغناء عن الكتب ومجموعات الأقراص المضغوطة CD وأفلام الفيديو وتحولها إلى بيانات يمكن تخزينها رقميا على الأجهزة الإلكترونية.
من لديه متسع من المكان في المطبخ، يضع فيه طاولة في الوسط، تكون مكانا للقاء والاجتماع. حيث يطبخ هناك بصحبة الأصدقاء ويحتفل معهم أيضا , إذا كنت لا تعرف فإنة لا يسمح بتقبيل أطفال الآخرين أو بمداعبتهم أو تقديم الحلوى لهم دون إذن أهلهم حتى ولو كانوا منفتحين عليك.
يحب الألمان الالتزام بالهدوء وعدم إزعاج الجيران. ويجب الالتزام بهذا مهما كانت صلتك بالمضيف أو حتى إذا لم ترة منذ فترة طويلة.
من المعتاد أن تتضمن بيوت السكن في ألمانيا “قبو”أو بالألمانى ” Keller”,وهو أمر عملي جدا، ففي القبو يمكن تخزين الكثير من الأشياء التي لا مكان لها في البيت. وحتى الشقة الإيجار، غالبا ما يكون لها غرفة أو مكان صغير مخصص لها في القبو.
يرى كثير من الألمان البيت على أنه مكان للخلوة بالنفس. يعلقون ستائر أمام النوافذ، ويحصنون حدائقهم بأسوار من مختلف الأنواع. الزيارات المفاجئة ليست من الأمور المعتادة، حتى بين الأصدقاء المقربين.